Admin | التاريخ: الجمعة, 2013-10-25, 7:56 PM | رسالة # 1 |
ويب ماستر
مجموعة: المدير العام
رسائل: 1181
حالة: Offline
| قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ أيها المؤمنون من هم هؤلاء الصادقون وما هي صفاتهم، جعلني الله وإياكم منهم؟ أول صفاتهم مطابقة أقوالهم للحقيقة فألسنتهم لا تحب الزيف والكذب، ولا المبالغة والتهوين، إنها نفوس منحازة للحق دون أكاذيب أو خداع نفوس تكره خيانة اللسان للواقع، الصادق إذا حدث صدق، يتحرى بكل طاقته ووسعه أن يقول الحقيقة في الصحيحين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا الصادق يعرف أن الحقيقة لها ثمن وأنها تحتاج إلى تحر وبحث وتمحيص وأنها ليست مجرد أخبار ينقلها أو رسائل يمررها أو مقالات ينسخها كلا بل هي كفاح مضن من أجل تنقيتها وتصفيتها من التضليل والتشويه الصادق يقول الحقيقة مهما كانت آلامها، ويكره الكذب مهما كانت مكاسبه، يتحمل أعباء الصدق وتضحياته ولو على نفسه عنده ثقة مطلقة بأن الصدق هو طريق النجاة والربح والفلاح في الأسرة والسوق والعمل والسفر والتعاملات يقول الحقيقة في المحكمة والشرطة والطريق والسوق والعمل والبيت يقولها للأطفال والنساء والعمال والأصدقاء والأعداء والغرباء والأقوياء يقولها في الصحيفة والإعلام والإنترنت والجوال يعرف أن الحقيقة هو وحدها البيضاء وكل ماعداها فكلها ظلمات سوداء في داخله رقابة شديدة على أقواله يشعر أن الكذب عار يمزق الإنسان من داخله يخزيه يشعره بالهوان والصغار والضياع والدناءة لا يريد أن يكون منافقا أو فيه شعبة من النفاق، فيجاهد ذاته ولسانه على أن التثبت والتأكد والهدوء والمراجعة والتحقق يعبئ النماذج والاستمارات في الدوائر والشركات والمؤسسات والمطارات في الداخل والخارج حسب الحقيقة وحدها إنه صادق اللسان والتعبير والكتابة
ثانيا : من صفات الصادقين مطابقة أقوالهم لأفعالهم لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ الصادقون تواطئت قلوبهم مع ألسنتهم، أعمالهم على قدر أقوالهم لا يعيشون تناقضا بين ما يقولون وما يفعلون يخفضون من حجم أقوالهم حتى لايفضحها العمل يشعرون بأن الكلمة مسؤولية ، ليس مجرد حروف وأصوات بل التزامات وعقود وأعباء وأمانات تتحدث أعمالهم أكثر من أقوالهم من صفات الصادقين مطابقة ظواهرهم لبواطنهم يعيشون حالة من السلام والوئام بين مظاهرهم وحقائقهم، لا يزيفون الحقيقة في إيمانهم أو أعمالهم أو أشكالهم أو ملابسهم أو أاحوالهم أو علمهم يبدون للناس كما هم كما هي الحقيقة يشعرون بأن جمال الحقيقة هو أحسن الجمال وأبهاه وأطيبه قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ بهم شغف بالصدق والبساطة لا يبدون أي اهتمام بتزييف حالهم للناس والعيون يعيشون راحة عظيمة في حياتهم في ولائمهم وأعراسهم ومجالسهم وثيابهم وبيوتهم، لا يتكلفون شيئا غير طاقتهم وواقعهم فيهم شعور عميق بالرضا عن أشكالهم وأحوالهم ومنزلتهم التي أنعم الله بها عليهم لا يشعرون بأي ضغوط أو توترات تجاه ما سيقول الناس عنهم، فهم يريدون أن يقول الناس الحقيقة عنهم ليس لديهم شيء يحبون أن يخفوه يريدون أن يراهم الناس كما هم في دراسة أجرتها جامعة في نوتردام في كاليفورينا، على عشرات الناس، أثبتت أنزل زيادة معدل الكذب يصيب أصحابه بالصداع وارتفاع مؤشر الضغط، والاكتئاب ارتاح الصادقون من كل الضغوط فيعيشون حياة عفوية مليئة بالراحة والبساطة والجمال يؤمنون أن بيت النبي المتواضع وسقفه المنخفضة وطين جدرانه والحصير في عرصات بيته كانت هي الجمال والبهاء والروعة والخلود وأن جلسته على الأرض وركوبه على الحمار، تغمر الحياة بالطهر والإجلال والتعظيم وأن ثياب عمر المرقعة ما زادته إلا عظمة وبهاء وجمالا وفلاحا قناعاتهم أن الزيف لا يغير الحقيقة مهما تراكمت طبقاته فبدوا كما هم لا يحبون أن يقول الناس أنهم متكبرون أو متواضعون بل يريدون أن يكون هم كما هم كما رزقهم الله كما أعطاهم الله دون زيادة أو نقص كما لا يتصنعون الصلاح والطاعة التي ليست فيهم فلا يحبون أن يذكرهم الناس بما ليس فيهم أو يمدحونهم بخلاف ما يعتقدونه في أنفسهم الصادقون رحمة على من حولهم على أسرهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم والذين يتعاملون معهم الصادقون نعمة في المكان الذين يعيشون فيه، إنهم نور الحقيقة وضياء الصدق وسكينة الحق كلامهم تزينه الحقيقة ورسائلهم تغمرها الثقة وحديثهم تقبله العقول والأرواح وأخبارهم هي المصداقية والواقع يثق الناس حين يتحدثون، ويقرأون بتمعن رسائلهم حين يكتبون، ويقبلون أخبارهم حين ينقلون إنهم ليسوا صدق موقف إنهم تاريخ من الصدق والحقيقة والنضال من أجلها اللهم إنا نحب الصادقين فاجعلنا منهم واحشرنا معهم اللهم حبب إلينا الصدق وزينه في نفوسنا وكره إلينا الكذب والزيف واجعلنا من الصادقين
|
|
|
|