عــــــزت حــــنـفى ... البطل الحقيقى لفيلم "الجـــزيـــرة"
عزت حنفى امبراطور النخيلة او حدائق الشيطان حد شاف قبل كدة فيلم احمد السقا " الجزيرة " اكيد معظمنا شافه او مسلسل حدائق الشيطان .. لكن حد اتخيل ان كل ده ممكن يكون حقيقى دولة خارجة عن القانون بكل ما لها من اراضى و اهالى و سيطرة و شرائع بالفعل حقيقى .. فذلك الشخص الملقب بامبراطور النخيلة ... و بارون الصعيد ... او شمشون كما يلقبه اهالى الجزيرة وغيرها من الالقاب ذلك الفتى الصعيدى الاسطورى " من النهاردة مفيش حكوووومة ... ااااانا الحكومة "
النخيلة
هى جزيرة تابعة لمركز ابو تيج بمحافظة اسيوط
ظلت سنوات تعيش حالة من الخضوع والاستسلام لامبراطورية اولاد حنفى الذين استولوا علي 280 فدان بها
وزرعوا العشرات بل المئات من الافدنة بالمخدرات .. وترويع المواطنين و جرائم القتل التى بلغت خلال الخمس سنوات الاخيرة فقط 103 مواطن
ناهيك عن تجارة السلاح و تهديد نواب البرلمان والصحافة وغيرها من النشاطات الخارجة عن القانون
قبل ان تقتحمها الشرطة في مارس 2004 والقبض علي عزت حنفى وشقيقه حمدان
تم التحضير للاقتحام بحصار الجزيرة مدة اسبوع كامل حتى اعطاء اشارة البدء
بالهجوم الذى تم بواسطة أكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورقا نهريا وما
يزيد على ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة،
حصون وابراج
الطريف في الامر ان قامت العصابة ببناء حصون لها في كافة أنحاء جزيرة النخيلة.
بعدة أشكال: منها الأبراج، التي ترتفع أحيانا إلى خمسة طوابق، ومنها الدشم
الحصينة التي بنيت من الطوب اللبن، الذي لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه،
كما قاموا بحفر عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أي قوات
مهاجمة.
وإضافة إلى هذه التحصينات، تمتلك العصابة كمية هائلة من الأسلحة والذخائر، تـتدرج
من المسدسات والبنادق العادية والآلية، إلى المدافع من طراز جيرنوف، التي
يبلغ مداها أكثر من سبعة كيلومترات، وتطلق قذائف من عيار نصف بوصة.
وتقدر الشرطة أعداد هذه المدافع في النخيلة بحوالي ثمانية مدافع...!!!
وزيادة في التحصين، قامت عائلة أولاد علي حنفي بنصب اسطوانات غاز البوتاجاز على الأسوار وعلى جذوع النخيل توطئة لتفجيرها إذا ما أقدمت قوات الأمن على اقتحام مواقعهم.
أما نهر النيل، فقد ملأوه بالأسلاك الشائكة والعوائق الصناعية حتى لا تتمكن الزوارق النهرية من الالتفاف حولهم ...!!!
مــداخــلة تــليــفـونـية
وأثناء الحصار تحدث عزت حنفي عبر الهاتف الجوال إلى إحدى القنوات الإخبارية
العربية، وقال إن السلطات ترغب في التخلص منه على الرغم من أنه ساعدها من
قبل خلال انتخابات مجلس الشعب.
كما قال إنه ساعد السلطات في حربها ضد الإرهاب خلال التسعينات التي شهدت نشاطا كبيرا للجماعات الإسلامية في أسيوط والصعيد بشكل عام،
وكذلك قال إنه قام بقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين بناء على تكليفات من السلطات الأمنية،
بل قال إنه حصل على أسلحة من الشرطة لإتمام هذه المهام.
بل صرخ قائلاً : لماذا يطلبون رأسي وانا لم افعل خطأ او اقترف اثما..!!
حــلوى وشـــربـات
وأسفر الاقتحام عن تحرير الرهائن و سقوط 77 من أفراد العصابة في أيدي رجال
الشرطة وفي مقدمهم عزت حنفي الذي كان ينوي الإنتحار بتناول السم ولكن تم
نقله للمستشفى لانقاذه وتقديمه للمحاكمة
قامت الشرطة بتحرير الرهائن الـ 60 .. حيث ان المتهم الاول امر بجمعهم من منطقة مجاورة تسمى عين الجمل للضغط علي الشرطة واجبارها علي التراجع
وقد عاد الهدوء الحذر الى جزيرة النخيلة في صعيد مصر بعد ان تمكنت قوات الامن المصرية من اقتحام الجزيرة وتم تطهيرها من المسلحين
عمت الفرحة ارجاء تلك المنطقة وتعالت الهتافات والدعوات لقوات الشرطة لتحريرهم
من سطوة العصابة عليهم واجبارهم علي العمل في زراعة المخدرات ناهيك عن
القتل والخطف
وتم توزيع الحلوى والشربات والرقص في الشوارع احتفالاً بالانجاز ..
ولمزيد من الاطمئنان اخذت الشرطة عدد من المجرمين مقيدين في عربات مكشوفة وتجولوا
بهم في ارجاء الجزيرة ليثبتوا فرض الامان في المنطقة.
احقاقاً للحق
كان حنفى بالفعل مرشد للشرطة بافادة محافظ اسيوط الاسبق .. وساعدها في قضايا مهمة اسهم خلالها بالايقاع بمجرمين مطلوبين للعدالة
يقولون عنه: انه إله العجوة الذى صنعته الشرطة بالنهار .. واكلته بالليل !!!
وصيته الاخيرة
سرقت منزلاً .. أعيدوه إلي أصحابه.. حتي أستريح في قبري
طالب قبل إعدامه بلحظات كوصية أخيرة له يتم إبلاغها لأفراد أسرته بأن تحتفظ
الأسرة بمنزل واحد من المنزلين اللذين يملكهما بالنخيلة لأن أحدهما ملك له
والآخر استولي عليه وعليهم إعادته لأصحابه.. كما أكد انه يمتلك "12قيراطا"
باسم زوجته بالبلدة أيضا نصفها ملك لها فعلا أما النصف الثاني فلا تملكه..
وأكد علي انه يجب ابلاغ اسرته بوصيته حتي يستريح في قبره.
تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت حنفي وعمره 43 عاما قضي معظمها في الشقاوة، دفع
ثمن كل جرائمه مرة واحدة دفع حياته وهو متماسك تماما، خلال فترة سجنه كان
مثيرا للمشاكل كان يقضي فترة العقوبة قبل الإعدام في سجن الاستئناف في
القاهرة لكنه أضرب عن الطعام وحرض السجناء علي التمرد فكان الحل الوحيد
امام ادارة السجن ان ينقلوه الي سجن الغربانيات
وكانت الشهور الأخيرة في حياة عزت وشقيقه التي قضياها في عنبر الإعدام انتظارا
للموت قد شهدت التزامهما بالصلاة وإطلاق اللحي وزاد وزنهما بصورة ملحوظة
وهو أمر تأخذه إدارة السجن في الحسبان لإعداد الحبل المناسب لتنفيذ عملية
الشنق.. لكن قبل أيام من تنفيذ الحكم اعتدي "عزت حنفي" بالضرب علي ضابط من
قوة السجن وأصابه في وجهه بجرح تطلب تقطيبه ثماني غرز طبية
أما شقيقه "حمدان" فلم يكن له سوي مطلب واحد فقط وهو أن يري شقيقه "عزت" ويودعه
قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه أيضا.. ولكن مطلبه جاء متأخرا حيث كان "عزت" قد
أعدم بالفعل ولم تستطع إدارة سجن الغربانيات ببرج العرب أن تبلغه بذلك
خوفا من إصابته بحالة هياج عصبي.
وكان سجن الغربانيات والذي قضي فيه الاخوان "عزت وحمدي" آخر أيامهما في سرية تامة قد شهد منذ الصباح وبالتحديد
في السابعة صباحا إعدام "عزت حنفي" وبعده بساعة تم إعدام شقيقه "حمدي" حيث
كان الاثنان في حالة هدوء وثبات غير طبيعيين في مثل هذه الحالات ولم يذرفا
الدموع أو حتي ينهارا بل وجّها نظرات نارية حادة كانت موضع حديث السجن
لعدة ساعات.
صدّق المفتى والحاكم العسكرى علي الحكم قبل إعدامهما الذي شهده كل من
اللواء "حمدي رياض" مدير إدارة غرب الدلتا واللواء "عمر الفرماوي" مدير
مباحث السجون بلحظات قرأ الاخوان الفاتحة ثم تشهدا واستسلما تماما لعملية
الإعدام التي تمت في هدوء غير متوقع.. وقد قامت زوجة "عزت" وأولاده بتسلم
جثتي الاخوين لدفنهما بمنطقة الدخيلة
مراسم الدفن
دفن إمبراطور النخيلة وشقيقه فجراً.. بدون مراسم
بعد 6 ساعات كاملة من تنفيذ حكم الإعدام في إمبراطور النخيلة وشقيقه.. عادت
زوجتا المحكومين وبعض نساء العائلة إلي النخيلة من الجيزة التي نزحن إليها
عقب سقوط قلعة الجريمة ليشهدن الوداع الأخير.
جري استلام الجثتين حوالي الساعة الثامنة مساء وعادوا بهما في حراسة الشرطة
إلي القرية لإتمام الدفن فورا دون مراسم وفقا للوائح المنظمة لتنفيذ أحكام
الإعدام.. تحت إشراف اللواء حمدي الجزار مدير أمن أسيوط والعميد ياسر
عبدالسلام مدير المباحث.. وقد تم دفنها فجراً في مقابر العائلة بالنخيلة.
وخرج جثمانه في ظلام الليل ليواري تحت التراب ...
ربما لو كان عزت حنفي مات موتة طبيعية وهو في عزه كانت جنازته تحولت الي جنازة اسطورية لكنه ذهب الي قبره في صمت.
لم تنته قصة عزت حنفي بإعدامه لكنها في حقيقة الامر بدأت حيث بدأ كتاب
الدراما يستلمون حياته، محمد صفاء عامر في المرة الاولي في مسلسه حدائق
الشيطان، ولكن احمد السقا استطاع بمساعدة شريف عرفة ان يمسك بالخيط من اوله
حتي اخره ليظهر لنا عزت حنفي علي الشاشة ليجسد الحكمة التي بها بدأت، لقد
كان عزت حنفي يفعل الخطأ لكن المهم عنده انه كان مقتنعا بانه ليس كذلك.
وهذا هو سر التناقض !!