| Admin | التاريخ: الجمعة, 2013-10-25, 7:15 PM | رسالة # 1 |
 ويب ماستر
مجموعة: المدير العام
رسائل: 1181
حالة: Offline
| وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
امتن الله علي بني إسرائيل في هذه الآية ثلاث نعم:
النعمة الأولى : نعمة الماء الذي به حياتهم واستمرار عيشهم وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون
النعمة الثانية: أنهم رزقهم في مكان ليس فيها ماء ولا أنهار ولا جداول ولا عيون ولم يكونوا يتوقعون الماء فيه
النعمة الثالية: أنه قسمه بينهم على على عدد أسباطهم ، وجعل لكل سبط مشربهم، فلا يختصمون ولا يتدافعون ولا يتنازعون، ولا يتعبون في انتظارهم
سهولة وصول الماء نعمة كبرى من نعم الله جل وعلا تكرر التذكير بها في القرآن
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ
وفي الحديث أنها أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعم
فقد صح عند الترمذي
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَنْ يُقَالَ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ؟ وأُرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟"
أيها المؤمنون
بفضل الله تبارك وتعالى ورحمته ومنه سبحانه
وصلت ماء التحلية إلى بلدنا ، من البحر البعيد، من ثلاثمائة كيلو متر سارت عبر الرمال والأودية والشعاب، وصعدت الجبال، واجتازت القمم، حتى صبت في أرضنا
بتسير الله تبارك وتعالى ورحمته ولطفه بعباده،
من البحر الأجاج المالح، أخرج الله لنا ماء عذبا نقيا طهورا، بلا حول منا ولا قوة ولا استحقاق عليه تبارك وتعالى
في جبال كان تبتلى بالقحط حتى ينزل الرجل في قاع البئر يتحوض الماء بيديه ويضعه في الغرب
ثم تجف فتسمع صلصجة الحجارة فيها
ماذا علينا تجاه هذه النعمة
أولا : الثناء على الله وشكره وحمده سبحانه بالقلب واللسان والجواراح
هناك ألف ومئتا مليون إنسان لا يعرفون طريق إلى الماء الصالح للشرب في العلم حسب إحصاءاءت الأمم المتحدة
ثلاثة ملايين إنسان يموتون في كل عام بسبب تلوث المياه
بلاد تشقها الأنهار يعاني أهلها من الظمأ والمياه الملوثة، بينما نشرب بحمد الله وفضله الماء النقي في رؤؤس الجبال
ثانيا:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
إن وصول المياه وانخفاض أسعارها لا يعني إهدار هذه الثروة الغالية، والاستخفاف بهذه الضرورة الملحة من ضرورات الحياة
وتشير الإحصاءات أنه بينما تقترب مصادر المياه الطبيعة في بلادنا من الصفر نسجل أعلى معدلات استهلاك المياه في العالم ونسبق عشرات الدول الاوروبية والأسيوية التي تتخللها الأنهار والجداول، وتصب عليها الأمطار بمعدلات مرتفعة
تصوروا معدل استهلاك الفرد في بلادنا هو 250 لتر من الماء كل يوم
بينما كان يغتسل النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي ثلاثة لترات إلى أربع لترات في غسله
فمعدل استهلاك الفرد في المملكة يعادل 60 مرة من اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم
إن الاستهلاك غير المسؤول للمياه يمثل ضغطا على استحقاقات الاجيال القادمة، حيث في المملكة في الآونة الأخيرة أنفق خمسة وأربعون ريال في المشاريع للتحلية
يجب أن ينمو وعينا الأستهلاكي وأن نربي فينا وفي أولادنا أن إهدار الماء محرم شرعا، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من العدوان،
الأموال التي تنفق المياه المهدرة كان يمكن توجيهها للتعليم أو التنمية أو الصحة أو الطرق او نحو ذلك
يجب إجراء تعديل في سلوكنا في استعمال الماء
ثالثا:
من المؤسف أن تتعرض مرافق المياه أو غيرها من الممتلكات العامة للعبث والتخريب، إنه سلوك يدل على انهيار للقيم والأخلاق والدين
إن الممتلكات العامة حق لكل الناس، والعدوان عليها اعتداء على كل الناس على السواء، العبث بالمرافق العامة لا يمكن أن يصدر من نفس سوية عاقلة، لا بد أن تكون نفس مريضة قد تشوهت فيها معاني الفطرة والإحسان والفضيلة والأخلاق
إن حراسة الممتلكات عامة واجب علينا جميعا، يجب أن نقوم بواجبنا تجاه أي عمل غير مسؤول تجاهها
لقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من يتخلى في طريق الناس أو ظلهم
استحق اللعنة من تقذيره لظل شجرة، فكيف بمن يقوم بتخريب حديقة أو طريق أو مرفق عام
يا ويله من لعنة تنزع رحمة الله عنه والعياذ بالله
يجب أن نقوم بدورنا بالتذكير والتربية في كل مؤسساتنا التربوية والدعوة والاجتماعية
وأن ننكر بما نستيطع أي تجاوز تجاه تلك المرافق
اللهم لك الحمد على كل قطرة خلقتها
لك الحمد على كل قطرة سقتها لنا من البحر البعيد حتى وصلتنا إلينا
لك الحمد عدد قطرات البحار
ولك الحمد عدد الرمال التي اجتازتها
ولك الحمد عدد المسافات التي قطعتها
اللهم إنا نعوذ بك من زوال
 
|
| |
|
|
