أتى من بعيد وأنا جالسة أبكي
فقال لي : من أنتِ ؟
فقلتُ له : أولم تعرفني !
أنا من ضاع حلمه وخاب أمله ..
فقال لي :أي .. من أنتِ ؟
فقلتُ له : أولم تعرفني !
أنا من قُتِلَ حبيبَه وغشّه صديقه
فقال لي : باللهِ من أنتِ ؟
فقلتُ له : أولم تعرفني !
أنا من كره الدّيار .. وشعرَ بالغمِّ .. وسأم الأب والأم
فقال لي : رباه .. من أنتِ ؟
فقلتُ له : أو لم تعرفني !
أنا من رسمتُ على الهوى حلمي
فأتت الرياح فبعثرت رسمي .
فقال لي : بربِّكِ من أنتِ ؟
فقلتُ له : أو لم تعرفني !
أنا الغريبة في أهلي الحزينة في شعري .
فقال لي : رباه من أنت ؟
فقلتُ له أولم تعرفني !
أنا من لاحَ لي الحلمُ من بعيد وعندما اقتربتُ لم أجده
أهل كان سرابا أم اضغاث أحلام .
فقال لي : من أنتِ ؟
فقلتُ له أو لم تعرفني !
أنا من بعتُ القديمَ بالجديدِ وضللتُ الطريقَ
أنا من تاه ركبي الأحباء
وماعدتُ اريدُ البقاء
فنظرَ لي وقال :
عرفتكِ
فأنتِ لغز الطريق
وصاحبة القدر الغريب
بائعة الماء
من تسكن الصحراء الجرداء
صاحبة الدمعة السوداء
التي كُتِبَ عليها البقاء
..
وتركني وذهب وأخذ يضحك
فقلتُ له من أنتَ فلم يُجبني
فصرختُ وقلتُ له :
بربك ياهذا من أنتَ ؟
فقال لي : أولم تعرفيني
فقلتُ له : لا .. .. ..
هل كنتَ في قصصي ؟
فقال لي : لا
أنا من سمع حكاياكِ ..
ورقصَ على بُكاكِ
وطُربَ لشكواكِ
فقلتُ له : إذن أنتَ عدوي ..
فقال لي : بل عابر سبيل سمع بكاكِ ولا تهمه شكواكِ
..
منقول