Admin | التاريخ: الجمعة, 2013-10-25, 8:02 PM | رسالة # 1 |
ويب ماستر
مجموعة: المدير العام
رسائل: 1181
حالة: Offline
| وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم قال ابن القيم رحمه الله وَالصّوَابُ أَنّ أَفْضَلَ الطّرُقِ طَرِيقُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّتِي سَنّهَا وَأَمَرَ بِهَا وَرَغّبَ فِيهَا وَدَاوَمَ عَلَيْهَا وَهِيَ أَنّ هَدْيَهُ فِي اللّبَاسِ أَنْ يَلْبَسَ مَا تَيَسّرَ مِنْ اللّبَاسِ مِنْ الصّوفِ تَارَةً وَالْقُطْنِ تَارَةً وَالْكَتّانِ تَارَةً . وَلُبْسُ الْبُرُودِ الْيَمَانِيّةِ وَالْبُرْدِ الْأَخْضَرِ وَلُبْسُ الْجُبّةِ وَالْقَبَاءِ وَالْقَمِيصِ وَالسّرَاوِيلِ وَالْإِزَارِ وَالرّدَاءِ وَالْخُفّ وَالنّعْلِ وَأَرْخَى الذّؤَابَةَ مِنْ خَلْفِهِ تَارَةً وَتَرَكَهَا تَارَةً . وَكَانَ يَتَلَحّى بِالْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ . وَكَانَ إذَا اسْتَجَدّ ثَوْبًا سَمّاهُ بِاسْمِهِ وَقَالَ اللّهُمّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الْقَمِيصَ أَوْ الرّدَاءَ أَوْ الْعِمَامَةَ أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّهِ وَشَرّ مَا صُنِعَ لَهُ وَكَانَ إذَا لَبِسَ قَمِيصَهُ بَدَأَ بِمَيَامِنِهِ . وَلَبِسَ الشّعْرَ الْأَسْوَدَ كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ قيم الجمال والزينة معتبرة في شريعة السماحة والاعتدال، كلوا و اشربوا و تصدقوا و البسوا في غير إسراف و لا مخيلة . تخريج السيوطي ( حم ن هـ ك ) الإسراف تجاوز الحد والغلو في قيمة الجمال وإخراجها عن سياق الاعتدال إلى سياق الغلو إن قيمة الجمال أعمق بكثير من أن تكون مجرد مظهر خارجي في ثوب أو لون أو حلية وصف النبي صلى الله عليه وسلم يوسف عليه السلام بأنه ذهب بشطر الحسن ومع ذلك لم يمدحه الله في القرآن بشكله وجماله وإنما مدحه في مواضع كثيرة بإحسانه وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ أيها المؤمنون إننا نعيش حالة من عدم الاتزان في فهم قضية الجمال، ويعاني الشباب من الذكور والإناث، ارتباكا مؤلما في النظر إلى هذه القضية فقد تضخم المظهر في حياتهم بشكل غير معتدل، وطغى على المعنى الأعمق والأهم لمفهوم الجمال إنهم كثيرا منهم يعيش أزمة نفسية حقيقة تجاه مظاهرهم، وكثير منهم يرفض ذاته وشكله ويعاني من قبول نفسه ومظهرها إن ما نراه في الأسواق من هوس باللباس والحلي والزينة والاكسسوارات وما نراه في عيادات التجميل من رغبات في تعديل شكل الأنوف والخدود والأجسام والشعور والأسنان والصدور والأرداف وما نلاحظه من كثافة الإعلان والدعاية في القنوات والصحف والإنترنت وما نقرأه من أرقام مهولة عن حجم الإنفاق على المكياج والألبسة حتى المليارات يؤكد أننا نعيش مأزقا حقيقا في فهم الجمال، وأننا بحاجة إلى دراسات عميقة وجهود تربوية ضخمة، لإعادة التوازن في حياتنا أبنائنا وبناتنا إنهم يعانون نفسيا بسبب اختلال معرفي في تحديد طبيعة الجمال والقبول، إنهم يرفضون أنفسهم ويرفضون قبول وجوهههم وأشكالهم وأجسامهم تصوروا بعضهم يتحمل آلاما كبيرة من أجل تعديلات جراحية في جسده بدون أي ضرورة شرعية سوى الشكل والمظهر لقد بلغ الهوس حد قبول تدخل مبضعج الجراح في أجسادهم ، وحقن الموادالكيميايئة الضارة في جلودهم، المجتمع كله مسؤول عن تفاقم هذه القضيةومعاناة البنين والبنات من أزمة الجمال وفهمها لماذا تضخمت هذه القضية في حياتهم لماذا انسدت مجالات الشعور بالقيمة والإنجاز حتى اقتصرت على أشكالهم وألوانهم ومظاهرهم لماذا تعيش البيوت حالة من الطوارئ في كل مناسبة أو احتفالية أو عيد ، وأزمات اجتماعية ومالية ونفسية بسبب رعب المظهر ، رهاب الجمال، وكيف سأبدو أما الناس في اجتماعهم كيف سيكون لوني وشعري وطولي وقوامي كيف تناسق الألوان والتناغم مع الموضة، إنها أزمة أكبر من أن تحدد معالمه خطبة عارضة لها نتائج وخيمة على الإنسان والمجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد إننا بحاجة لجهود كبرى لإعادة القيمة الحقيقة للجمال الحقيقي إن خلقة الإنسان من حيث الأصل لا فضل لها فيها ، فهو نتيجة لقدر الله الكوني ، وما أودعه الله من جينات وراثية تحدد شكله وطوله ولونه ومقاييس جسده الجمال الحقيقي هو الذي يصنعه هو بأخلاقه وإنجازه وتأثيره في الحياة الجمال في منطقة وتعامله وقيمه وحجم مشاراكاته الطيبة في من حوله وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ إنه الجمال الزائف والزينة الخادعة، وما أحسن قول الاول ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردا إن الجمال مناقب ومعادن أورثن حمدا
|
|
|
|