Admin | التاريخ: السبت, 2013-09-21, 6:33 PM | رسالة # 1 |
ويب ماستر
مجموعة: المدير العام
رسائل: 1181
حالة: Offline
| المجانين من نيرون إلى القذافي.. ماذا يفعلون بشعوبهم ؟ نيرون هو آخر أباطرة الرومان من الأسرة اليوليوكلودية (من 27ق.م حتى 68م) بدأ نيرون حكمه بفترة من الإصلاحات وذلك بتأثير، ولكنه كان صغيرًا في السن ليحكم هذه الإمبراطورية الواسعة، فقد كان سنه 16 سنة، فانقلب حكمه إلى كابوس مخيف وانغمس في اللهو، والغريب أنه سيطرت عليه رغبة أنه بارع كمغنى ولاعب للقيثارة وسائق عربة حربية، والمؤرخ المتتبع لكيفية وصول الأباطرة إلى عرش روما يكتشف بسهولة أنه كان غالبًا عن طريق الاغتيالات السياسية التي أصبحت السمة الأساسية للحكم في روما.. كان نيرون أحمق شديد السفه كثير التلون، دائم الغدر بأقرب الناس إليه حتى إنه قد قتل أمه وزوجته ومعلمه، أما أشهر جرائمه على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64م حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفي وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالسًا في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغني ويطرب بمشاهد الدمار والخراب والموت الفظيع. أما عن مصير هذا الطاغية المجنون فقد ثار عليه شعبه وحاصروا قصره، فانتحر وقتل نفسه قبل أن يقبض عليه شعبه ويحاكمه على جرائمه وطغيانه. الحاكم الفاطمي على خطى نيرون : نيرون ظل لفترة طويلة رمزًا للاستبداد والطغيان والجنون الذي يكون عليه الحكام والزعماء، حتى ظهر في أواخر القرن الرابع الهجري شخصية هي أشد جنونًا وخبلاً من نيرون إمبراطور روما، وهو الحاكم بأمره الفاطمي الخبيث الزنديق الذي أنسى الناس كلهم تاريخ كل المجانين على مر التاريخ، فقد تولى الحاكم الخلافة في الدولة الفاطمية الخبيثة وهو في سن الثالثة عشر، فعمل بنصائح معلميه ووزرائه حتى اشتد عوده، وعندها كشف عن جنون مطبق وحمق غير مسبوق، فقد كان يأمر بالأمر وعكسه، غريب الأطوار، جلس في الظلام سبع سنين، أمر بفتح الأسواق ليلاً وإغلاقها نهارًا، قرب العلماء والصلحاء ثم ذبحهم، كتب سب الصحابة والسلف على أبواب المساجد بالذهب والفضة، ثم محاه بعد عدة سنوات.. أجبر اليهود والنصارى على الإسلام، ثم سمح لهم بالارتداد عن الإسلام، منع النساء من الخروج إلى الطرقات ودخول الحمامات ومن التطلع من الطاقات، ثم إنه منع الناس من بيع الزبيب والعسل الأسود، ومن زرع الملوخية والقرع والترمس، كان يبني عدة مدارس ويقرر بها العلماء ثم يقتلهم، ويهدم تلك المدارس التي بناها، هدم كنيسة القيامة في القدس فاستدعى بذلك عداوة أوربا وقد قيل أن هدمها كان من أهم أسباب تأجيج الشعور الصليبي ضد العالم الإسلامي بعد ذلك، وقد وصل جنونه لادعائه الإلوهية وألزم الناس بالسجود إليه عند ذكر اسمه، وقد كرهه الناس بشدة وتفننوا في سبه والتندر عليه، ورفضوا جنونه وكفره وضلاله.. فقرر الشيطان المريد تأديبهم بأبشع السبل، حيث أمر بإحضار العبيد السودان من جنوب البلاد، وأمرهم بإحراق القاهرة على رءوس أهلها، ووقع ما لم يقع مثله في الإسلام من سفك للدماء وإزهاق للأرواح وانتهاك للحرمات، واحترقت آلاف الدور بمن فيها من النساء والأطفال والعجزة، وقد وقف الطاغية المجنون يتظاهر بالبراءة وهو يبكي ويقول: من أمر هؤلاء العبيد بمثل هذا؟ كأن الأمر لم يكن من تدبيره وتخطيطه! وهكذا حال الطغاة الذين جمعوا بين الجنون والاستبداد. أما عن مصير هذا الشيطان المريد فقد جاء على يد أقرب الناس إليه, على يد أخته ست الملك التي تآمرت مع قادة جيشه على اغتياله، فقتل شر قتلة سنة 411 هجرية، وارتاح من شره العباد، وطهرت من كفره وزندقته البلاد. القذافي وارث الطغاة المجانين : القيادة الليبية ممثلة في شخص القذافي، ومنذ أن وصل لسدة الحكم في العربية الليبية في أعقاب الملكية السنوسية أي من اثنين وأربعين سنة تحديداً، وهو يعطي الأنموذج الفريد في إقرار المبدأ الشهير "خالف تعرف"، ففي ليبيا كل شيء مختلف عن سائر العالم الإسلامي والمحيط العربي والوسط الإقليمي، فرغم البداية الطيبة التي استبشر بها الكثيرون في المحيط العربي والطابع الإسلامي للنظام بادئ الأمر، وأبدى النظام الليبي أنه الوارث لقيم وأفكار الناصرية في البلاد العربية والإسلامية، وكان للخطوات الجيدة في بداية النظام الليبي أثر في ترسيخ قواعده، وتعميق جذوره داخليًّا وخارجيًّا.. ولكن المراقب الفطن للأحداث يرى قيادة شديدة الاعتداد بالنفس والعجب بالذات والاستهتار بكل ما سواه، حتى لو وصل الأمر للعقائد نفسها، ورفض العمل بالسنة بحجة وجود الضعيف والموضوع فيها، في حين يعظم الكتاب الأخضر المليء بالأعاجيب والطرائف والتناقضات، ويرفع فوق مصاف الكتب السماوية، ويقدم على القرآن نفسه، بل ويُقْدِم على العبث والتحريف في القرآن نفسه بحذف بعض كلماته منه برأيه وهواه الفاسد، حتى التاريخ لم يسلم من تفردات القيادة الليبية وعجائبها، فليبيا لها تاريخ هجري خاص بها, يبدأ من وفاة النبي ، وليس من الهجرة مثلما تعارفت عليه الأمة منذ عهد عمر . القذافي مع مرور السنين دخل مرحلة نضج الجنون واستوائه، والإقدام على كل غريب وعجيب، فدعم لا محدود لجيش أيرلندا الشمالي المعارض لإنجلترا، وتوجه واسع النطاق نحو الشيوعية الروسية، وخلاف ليس له ما يبرره مع أمريكا أدى لضرب السواحل الليبية بالطيران الأمريكي، ومحاصرتها اقتصاديًّا لفترة طويلة، مع السير على طريق الخطوات الاستعراضية التي يسمع لها ضجيج، لا يرى لها طحين، وتغيير واسع ومتكرر للوزارات والحكومات، وخلافات شديدة مع العديد من دول الجوار والفصائل الفلسطينية بلا أدنى مبرر، واندفاع إلى الوحدة مع أي دولة عربية شريطة أن يكون هو الرئيس، مستلهمًا النموذج الناصري في الوحدة مع سوريا في الخمسينيات من القرن الماضي، ولكنها وحدة قصيرة العمر لا تدوم شهورًا، ثم التورط في عمليات تخريبية في ألمانيا وإسكتلندا دفعت البلاد ثمنها على أثمن ما يكون. بعدها تفتق ذهن القذافي عن مشروع الانخلاع من الهوية العربية، والتوجه بكليته نحو القارة السوداء، وراح يهدر أموالاً طائلة من خزانة الدولة على احتفالات وكرنفالات وهدايا وعطايا على الدول الإفريقية الصغيرة والفقيرة ليس من باب دعمها ورفع معاناتها، ولكن من باب الشهرة ولفت الأنظار، وكسب أرضية شعبية له وسط البلاد الساذج أهلها، ليهتفوا باسمه، ويمنحوه أطول وأعجب وأطرف لقب في التاريخ وهو "ملك ملوك وسلاطين وشيوخ وعمد إفريقيا، وإمام المسلمين، قائد الثورة الشعبية، وعميد الحكام، ورئيس الاتحاد الإفريقي", ولكن لم يشبع ذلك نهمه وشغفه بالألقاب وكل غريب وعجيب، فاخترعت له نقابة الأشراف الصوفية في مصر نسبًا للرسول ، ليكون الرجل بعدها من آل البيت رضوان الله عليهم، وهي الخطوة التي قوبلت بالرفض من المسلمين في شتى بقاع الأرض حتى من الصوفية أنفسهم. القذافي على الرغم من كبر مساحة بلاده والتي تحتل المرتبة السابعة عشر من حيث المساحة على مستوى العالم، وعلى الرغم من غنى بلاده بالثروات الطبيعية المهولة خاصة مصادر الطاقة مثل البترول والغاز الطبيعي، وعلى الرغم من القلة النسبية لتعداد السكان (أقل من 9 مليون نسمة)، على الرغم من ذلك كله، إلا أن الشعب الليبي لا يشعر بهذا الثراء الكبير، فمعظم الثروة بيد الطاغية المجنون وأفراد أسرته وعشيرته، فخيرات البلد دائمًا تصب غربًا، في حين أن المناطق الشرقية محرومة ومهمشة تعاني من الفقر وارتفاع نسب البطالة، ناهيك عن الغياب الحقيقي للحرية والعدل والمساواة، والحظر الكامل لأنشطة المعارضة، وكل من تسول له نفسه معارضة الطاووس الأحمق، يتم إبادته وأسرته بالكامل، فالقذافي شأنه في ذلك شأن الطغاة في كل زمان ومكان، أشد ما يضايقهم أصوات المعارضين والمخالفين. القذافي الآن قد وصل إلى محطته الأخيرة في الطغيان والجنون، وصل لدرجة جنون نيرون والحاكم بأمر الشيطان الفاطمي، القذافي اليوم يقدم على خطوته الأخيرة على طريق الهلاك والخروج من الساحة الليبية إلى مزبلة التاريخ، في مستودع الطغاة، القذافي اليوم يقدم على ذبح شعبه، ففي خلال أقل من خمسة أيام يسقط 400 قتيل شهيد بإذن الله ، وآلاف الجرحى والمصابين، في بنغازي وطرابلس وغيرهما من المدن الليبية، وتمامًا مثلما فعل الحاكم بأمر الشيطان الفاطمي، عندما استدعى العبيد السود لإحراق القاهرة، قام خليفته طاغية ليبيا باستدعاء المرتزقة السود من مالي وزيمبابوي لقتل شعبه؛ لأنه لم يعد يثق في جنوده للقيام بمثل هذه العمليات القذرة، وسبحان من جعل التاريخ يتكرر، ومشاهد الطغاة المجانين، تتشابه عبر العصور، بنفس الفكر والمنطق والطريقة. القذافي منذ ساعات قد أعطى أوامره لسلاح الطيران الليبي بقصف مدينة بنغازي، وهذا يعني أن الطاغية قد فاق كل أسلافه في الجنون والهوس، وقد وصل لمرحلة اليأس الأخيرة التي ارتدى فيها ثياب شمشون الذي يريد أن يدمر البلاد كلها على من فيها، والشعب الليبي أحفاد أسد الصحراء عمر المختار قد وصل هو أيضًا لمرحلة الاستشهاد، فلن ترتدع الجماهير الثائرة لهذا التهديد الجنوني، فهي قد قالت كلمتها النهائية لهذا الطاغية المجنون: كفاك جنونًا وارحل أنت وولدك الأحمق المغرور، وكفاك ما نهبت وسفكت وأضعت من مقدرات هذا البلد العظيم، الذي أصبح أضحوكة العالم في عهدكم البائس، فقد حان الوقت لهذا المجنون أن يرحل من البلاد ويخرج من ساحة الأحداث لمزبلة التاريخ وسلة مهملاته، مع رفقائه الطغاة الهالكين والمعاصرين. الشعب الليبي مهما يقع عليه الآن من مجازر ومذابح فلن يتوقف أبدًا عن المطالبة بحياة كريمة، وحرية آمنة، وإن السكوت العربي والأوربي الفاضح على هذه الجرائم الفظيعة لهو جريمة لا تقل في بشاعتها عن جريمة الطاغية المجنون بحق شعبه، وهذا التجاهل لن يزيد الشعب إلا إصرارًا على التخلص من هذا الطاغية. الشعب الليبي قد قال كلمته الأخيرة للطاغية المجنون: "انتهى الدرس يا قذافي". المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
|
|
|
|